لعبت التكنولوجيا الحديثة دوراً كبيراً في شتى مجالات الحياة المعاصرة و لا سيما في مجال التصميم الداخلي الذي يختص بتصميم الفراغات الداخلية بشتى أنواعها و منها المتاحف و ما يشمله من معالجات للأسطح فيها كالأرضيات و الحوائط و الأسقف بالإضافة إلي تصميم عنصر هام بها ألا وهو وحدات العرض التي تحفظ الآثار من التلف و العبث بها.
إن لوحدات العرض دوراً دوراً كبيراً في الحفاظ على المعروضات بداخلها بإعتبارها إرثاً ثقافياً و حضارياً تتوارثه الأجيال و يبقى شاهداً على تاريخ الأمة و أصالتها ، و ربما يكون الهدف الأكبر للدول الغازية لدول أخرى هو هدم متاحفها و سرقة و نهب آثارها حتى تتمكن من محو هويتها و تاريخها من ذاكرة الأجيال (1).
و يحرص السياح الزائرون لدولة ما على زيارة متاحفها للإطلاع على تاريخها و إرثها الثقافي الذي يعكس هويتها و أصالتها وكذلك الحال بالنسبة للباحثين و الطلاب في مجال دراسة الآثار ، و هو الأمر الذي دعا إلى ضرورة الإهتمام بتصميم المتاححف و تطويرها حتى تكون عاملاً جاذباً للزائرين الذين يقضون وقتاً طويلاً فيها يجوبون أرجاءها من أجل التعلم أو المتعة أو الدراسة و تختلف أنواع المتاحف من حيث كونها متاحفاً للآثار ، للفنون ، للسيارات ، للأزياء ، للأحياء المائية ، للأسلحة ، للطيران ، ............. إلخ ، و حسب كل نوع من أنواع تلك المتاحف تختلف طرق و وسائل العرض فمنها ما يحتاج وحدات عرض زجاجية مغلقة أفقية أو رأسية ، و منها ما لا يصلح عرضه في وحدات مغلقة لكبر حجمه كالتماثيل الضخمة و المسلات و الطائرات مثلاً، ، و منها ما يتطلب عرضاً حياً حتى يسهل علي الزائر فهم و إستيعاب المعروض و صولاً إلى الهدف المرجو ككما في القرية الفرعونية مثلاً ، و منها ما يتطلب عرضاً ضوئياً كما في عروض الصوت و الضوء بأهرامات الجيزة ، و تقنيات الهولوجرام ، و البانوراما ، و القباب السماوية. .
لذا شرع الباحث في هذا البحث إستعراض وسائل العرض المتحفي في الماضي و تطورها وصولاً إلى الحاضر مع وضع المقترحات والفروض لحل المشكلات الناتجة عن التصميمات التقليدية و نقاط الضعف فيها و التي تسببت في تلف أو ضياع الكثير من الآثار التاريخية الهامة أو الأعمال الفنية العظيمة نتيجة سوء العرض أو التأمين لها ، مع تقديم المقترحات و الحلول التي تعيد شعبية المتاحف للزوار بعد تراجعها بسبب سيطرة و إزدهار الوسائط المتعددة ، مع تزويد وسائل العرض المتحفية بطرق حديثة و متطورة للحصول على المعلومات الكاملة و المستوفية لكل المعروضات بها (2).
العدوي, حسام رمزي علي العدوي. (2024). "دور التصميم الداخلي في تطوير وسائل العرض المتحفي لتحقيق التوازن بين الإرث التاريخي للماضي و تكنولوجيا الحاضر. مجلة العمارة والفنون والعلوم الإنسانية, 9(11), 265-285. doi: 10.21608/mjaf.2024.248453.3267
MLA
حسام رمزي علي العدوي العدوي. ""دور التصميم الداخلي في تطوير وسائل العرض المتحفي لتحقيق التوازن بين الإرث التاريخي للماضي و تكنولوجيا الحاضر", مجلة العمارة والفنون والعلوم الإنسانية, 9, 11, 2024, 265-285. doi: 10.21608/mjaf.2024.248453.3267
HARVARD
العدوي, حسام رمزي علي العدوي. (2024). '"دور التصميم الداخلي في تطوير وسائل العرض المتحفي لتحقيق التوازن بين الإرث التاريخي للماضي و تكنولوجيا الحاضر', مجلة العمارة والفنون والعلوم الإنسانية, 9(11), pp. 265-285. doi: 10.21608/mjaf.2024.248453.3267
VANCOUVER
العدوي, حسام رمزي علي العدوي. "دور التصميم الداخلي في تطوير وسائل العرض المتحفي لتحقيق التوازن بين الإرث التاريخي للماضي و تكنولوجيا الحاضر. مجلة العمارة والفنون والعلوم الإنسانية, 2024; 9(11): 265-285. doi: 10.21608/mjaf.2024.248453.3267