نجد ان القطاعات العمرانية والزيادة الكبيرة لعمليات الإنشاء وتشييد المدن والمباني لم تعد بمعزل عن القضايا البيئية الملحة، حيث أدى التطور التكنولوجي والتقني في مجال العمارة المعاصرة الى تجاهل البيئة الطبيعية، نظرا لاستهلاكها الغير مرشد للطاقة والموارد الطبيعية وانتاجها كميات كبيرة من الملوثات والمخلفات الضارة بالإضافة الى مشكلة اهدار الطاقة للمباني بسبب استمرارها طوال فترة تشغيل المبنى دون الاهتمام بمدى ملائمتها للبيئة الاجتماعية والمناخية المحيطة بها، مما تتطلب اتخاذ تدابير جدية لحل تلك المشكلات وذلك بإقامة علاقة تبادلية بين الاستدامة والجوانب التصميمية للمبنى عن طريق إيجاد حلول بيئية موفرة للطاقة مسترشدا بالحلول الابداعية في الحضارات التقليدية التي اجتهدت في تهيئة بيئاتهم الداخلية والخارجية وتكييفها وفقاً للمتطلبات الفيزيائية وذلك بواسطة إيجاد المعالجات التصميمية والمفردات المعمارية المعتمدة على المؤثرات البيئية المحيطة، ومن هنا ظهرت الحاجة لإلقاء الضوء على أهمية دراسة المفردات المعمارية التقليدية التي نجحت في التكيف مع الظروف البيئية القاسية واستطاعت استغلال كافة مصادر الطاقة الطبيعية كالشمس والرياح وكيفية الاستفادة منها وتوظيفها في العمارة المحلية المعاصرة.
مشكلة البحث:
1- قلة الدراسات المتاحة حول تأثير البيئة في الحضارات التقليدية.
2- وجود نقص معرفي تجاه الدور التي تلعبه الاستدامة في الحفاظ على البيئة.
3- الحاجة الى دراسة المفردات المعمارية والمعالجات التصميمية المستخدمة في عمارة الحضارات التقليدية وتحديد سماتها كمفردات للمعالجات المناخية.
اهداف البحث:
1- تساهم هذه الورقة البحثية في توضيح العلاقة التفاعلية بين الانسان ومحيطه البيئي وتأثير كلا منهما على الاخر.
2- تأكيد أهمية استغلال إمكانيات البيئة المحيطة وتطوير مواردها على أسس علمية بهدف تعزيز الانتماء البيئي وتحقيق الاستدامة البيئة.
3- اعتماد التصميم البيئي ضمن السياق الفكري والتكنولوجي للعمارة المعاصرة والكشف عن دوره في تحقيق الاستدامة .
4- الاستفادة من الموروث العمراني للحلول التصميمية في الحضارات التقليدية ورصد للمفردات المعمارية من حيث الشكل والوظيفة لخلق بيئة مستدامة معاصرة تحقق المتطلبات العامة للإنسان من حيث الراحة والكفاءة الوظيفية والاجتماعية مع ضمان استمرارية الكفاءة الادائية في المستقبل.
فروض البحث:
يفترض البحث عند الاستفادة من معطيات التكنولوجيا العالمية وتطبيقها على المفردات المعمارية التقليدية بما يتوافق مع البيئة المحلية يعمل ذلك على تحقيق المنظومة العمرانية المتجانسة وتحسين المردود البيئي والاقتصادي والاجتماعي بشكل مستدام.
منهجية البحث:
تمثلت منهجية البحث بالتالي:
1- بناء اطار نظري يتناول مفاهيم عامة عن البيئة والاستدامة والتصميم البيئي، والعمارة.
2- دراسة تحليلية لنموذج معماري عالمي وتقييم التطور التكنولوجي للمفردات المعمارية والمعالجات التصميمية التقليدية المستخدمة فيه والتعرف على كيفية الاستفادة منها في العمارة المحلية لتحقيق الاستدامة البيئية.
3- التحقق من فرضية البحث.
4- الوصول الى النتائج والاستنتاجات.
الكلمات المفتاحية:
البيئة – المفردات المعمارية – التصميم البيئي – الاستدامة – العمارة
عمر, هالة. (2024). تأثير البيئة على الحضارات المختلفة ... العمارة انموذجا. مجلة العمارة والفنون والعلوم الإنسانية, 9(11), 97-119. doi: 10.21608/mjaf.2024.250627.3284
MLA
هالة عمر. "تأثير البيئة على الحضارات المختلفة ... العمارة انموذجا", مجلة العمارة والفنون والعلوم الإنسانية, 9, 11, 2024, 97-119. doi: 10.21608/mjaf.2024.250627.3284
HARVARD
عمر, هالة. (2024). 'تأثير البيئة على الحضارات المختلفة ... العمارة انموذجا', مجلة العمارة والفنون والعلوم الإنسانية, 9(11), pp. 97-119. doi: 10.21608/mjaf.2024.250627.3284
VANCOUVER
عمر, هالة. تأثير البيئة على الحضارات المختلفة ... العمارة انموذجا. مجلة العمارة والفنون والعلوم الإنسانية, 2024; 9(11): 97-119. doi: 10.21608/mjaf.2024.250627.3284