مفهوم التخصص وتحديات المهنة بين النظرية والتطبيق دراسة فى علم التصميم الداخلى من خلال إضفاء الطابع الشخصى على الحيز الداخلى للمسكن

يكمن تصميم العمارة الداخلية في مدى قدرة المصمم على ادخار بيئة داخلية تفي باحتياجات الإنسان الظاهرة منها والخفية بحيث تكون هذه الاحتياجات ذات أساس فيزيولوجي وبعضها اجتماعي ونفسي والبعض الآخر خليط إلا أن أكثر الحاجات جوهرية وربما تكون الحاجة للانتماء ذات مكونات نفسية لكنها اجتماعية وثقافية في الأساس .

وعندما نريد إضفاء الطابع الشخصى على الحيز الداخلى للمسكن من خلال تصميم مميز، فمن المهم أن نختار التصميم المناسبة، فيمكن أن يقوم الشخص بتخطيط ذلك التصميم بنفسه. ثم يتم اسناد الأعمال إلى أحد مصممي العمارة الداخلية الذين لديهم الخبرة في العملية التصميمية.. وفي بحثنا هذا نستعرض مفهوم التخصص وتحديات المهنة بين النظرية والتطبيق، وهل يمكن القيام بعملية التخطيط والتصميم بدون الاستعانة بأحد المتخصصين. فالتصميم الداخلى مرادف للجمال والإبداع، ومحاكاة للغة الأناقة وراحة العين، والبساطة فى آن واحد، وهى لغة يبرع فى تجسيدها عبر تصاميم وخامات وأفكار مبتكرة ينطلق بها فى فضاء الجمال والرقى، التى حول بها الكثير من الرموز والمشاريع، إلى واحة تنطق بالإبداع والمهنية معا. إلى جانب كيفية توظيف علم التصميم الداخلى فى نشر قيم جمال المسكن .

وإذا حاولنا تبسيط الأمر فيمكننا القول إن هندسة الديكور تهتم بتوزيع الأثاث فى المكان، أما التصميم الداخلي Interior Design فيهتم بكل ما يتعلق بتفاعل الإنسان وتواصله داخل المكان، ذلك أن التصميم الداخلى هو مجموع التخطيط والتصميم للحيزات الداخلية، وتوظيفها لصالح احتياجات الإنسان بالاستعانة بعناصر إبداعية مبتكرة وجديدة.

وقد أقر كثير من المؤرخين بأن أليس دي وولف (*)Elsie de Wolfe أول من قامت بالتعامل مع الحيز الداخلى كمتخصص مهنى مستقل عن العمارة، (مصمم عمارة داخلية), وقد قامت بتأسيس منهج للحياة العملية (مهنة المصمم) من خلال تقديم خدمات تهتم بالتصميم الداخلى إلى أصدقاءها فى المجتمع بمدينة نيويورك, كما انها أول من عمل فى مهنة الديكور وتقاضت عليه أجرا فى مقابل خدماتها، وعملت كمصمم للعمارة الداخلية.. وأًصبح التصميم الداخلي عملاً ومهنة يمكن أن يتخذها المصمم، وبدأ تأثيرها يتنامى فى اربعينيات القرن الماضى وقد عرفت من قبل المؤرخين فى مجال التخصص بانها واحدة من أقوى المصممين التى تخصصت فى مجال التصميم والعمارة الداخلية, وبالقطع فهناك العديد من المصممين الداخليين ومصممى الديكور الذين أثروا بشكل أو بآخر فى تطور المهنة كتخصص احترافى حتى ظهرت بالشكل والصورة التى أصبحت عليها الآن فى معظم دول العالم . وكان التصميم الداخلي وتقسيم الحيزات يتم بشكل غريزي كجزء من عملية البناء، ومع مرور الوقت أصبحت تخضع للكثير من الضوابط والقواعد. وظهرت مهنة التصميم الداخلي نتيجة لتطور المجتمعات وتعقد العمارة والتي ظهرت بدورها نتيجة التطور الصناعي.