فنون الجرافيك والاقتصاد الابداعي كأحد وسائل حروب القوى الناعمة

ارتبطت فنون الجرافيك بالجماهير منذ نشأتها، ولعبت أدواراً هامة في نشر العلم والثقافة والوعي، كما ناصرت ودعمت ثورات التحرر التي خاضتها الشعوب المقهورة والمظلومة ضد الاحتلال والعنصرية في العديد من البلدان، وساهمت في بناء التنمية والتقدم في العديد من البلدان، هذا بجانب دورها الرئيسي في صناعة الترفيه والترويح عن الجماهير، وقد ازدادت فنون الجرافيك انتشاراً وأهمية وجماهيرية مع تطور تقنيات الطباعة ووسائلها، وتعاظمت أهميتها أكثر وأكثر مع اختراع الحاسب الآلي وظهور الانترت، الذي عبرت المحيطات والقارات بواسطته، لتتغلب على الحدود المكانية والزمانية بين الجماهير العريضة، وسبحت في الفضاء الالكتروني لتربط كل شعوب وجماهير العالم، متخطية حواجز اللغة والدين والعرق والثقافة، فأصبحت من أهم وسائل السلم والحرب، واضحت من أهم السبل التي تسلكها البلاد والمؤسسات والافراد على حد السواء لتعلي من مكانتها، كما اثبتت فنون الجرافيك كذلك فعاليتها في الحروب الناعمة لاسيما حروب الاقتصاد الابداعي، بالرغم من أن التطورالتكنولوجي الهائل أدى على مستوى الافراد والجماهير إلى تكثيف تواصل شعوب العالم وتقاربها، إلا أنه أدى على مستوى الدول إلى احتدام التنافس والصراع، والفوز بصدارة مراكز القوى بالعالم، وقد ادى ذلك الى تكثيف الحروب الصلبة والناعمة واستخدام الوسائل والاساليب كافة الوسائل لاسيما التكنولوجية االحديثة في تلك الحروب، وتلعب فنون الجرافيك دوراً هاما في حروب القوى الناعمة في عصرنا الجالي، لاسيما مع التطور المتسارع في تقنيات انتاجها الحديثة، وتطور تقنيات نشرها وعرضها على الجمهور كذلك، فأصبحت من أهم وأسرع وأقوى وسائل الاتصال والتواصل بين الجماهير، لذا أصبحت فنون الجرافيك الان من أهم وسائل الاقتصاد الابداعي الذي هو أحد وسائل الحروب الناعمة المؤثرة في سياسات واقتصادات وثقافات الدول، ويتناول البحث التعريف بالحروب الناعمة ماهيتها ونشأتها وتطورها، كما يتناول التعريف بالاقتصاد الابداعي وماهيته وأهميته، ويناقش الاقتصاد الابداعي في المنطقة العربية وفي مصر، وتأثيره على صدارة الدولة ومكانتها الدولية السياسية والاقتصادية، ثم يتناول البحث أثر التقنيات الرقمية على تطورفنون الجرافيك، ونتائج هذا التطور ومردوده الثقافي والوطني، ثم الحديث عن الدور الهام لفنون الجرافيك في دعم القضية الفلسطينية كواحدة من أهم القضايا المجتمعية المصيرية في المنطقة العربية، والاساليب المتنوعة التي ينتهجها لحماية التراث والارض والشعب الفلسطيني، وايضاح حقيقة القضية الفلسطينية وايصال رسالة الشعب الفلسطيني المحصار، لكافة شعوب العالم، واخيرا نتائج البحث والتوصيات، وقد انتهج البحث المنهج التاريخي التحليلي لاستخدام فنون الجرافيك كوسيلة من وسائل الحرب الناعمة في القرنين العشرين والواحد والعشرين.