تطبيق نظرية التصميم العضوي البصري لتعزيزممارسات التصميم (دراسة تطبيقية على مقرر أسس تصميم)

ي ظل التطورات المتسارعة التي يشهدها مجال التصميم، تتجه الجهود البحثية المعاصرة نحو استحداث مفاهيم ونظريات جديدة تُسهم في تعزيز الممارسات التصميمية الإبداعية وربطها بمصادر الإلهام الطبيعية، التي تُعد من أقدم وأغنى مصادر المعرفة البصرية لدى الإنسان. ومن هذا المنطلق، يأتي هذا البحث لصياغة وبلورة مبادئ نظرية جديدة تُعرف بـ"نظرية التصميم العضوي البصري"، التي تسعى إلى الدمج بين مهارات التفكير البصري ومفاهيم التصميم العضوي، بهدف بناء منهج بصري متكامل يستند إلى خصائص الطبيعة وقوانينها، ويعتمد على فهم العلاقات البنيوية والوظيفية في البيئة الطبيعية بوصفها مرجعًا غنيًا للتصميم والتواصل البصري.



ترتكز هذه النظرية على استلهام العناصر الطبيعية مثل الأشكال الحيوية، والتكوينات غير المنتظمة، والتكرار الإيقاعي، والتناظر العضوي، والبُنى المتكيفة، والعلاقات التفاعلية بين العناصر البيئية، لتوظيفها في بناء تكوينات تصميمية تحمل بعدًا جماليًا ووظيفيًا في آنٍ واحد. كما تؤكد النظرية على أهمية استثمار الفوضى المنظمة الموجودة في الطبيعة، والتنوع الشكلي واللوني، بوصفها أدوات بصرية تفتح المجال أمام المصمم لإبداع حلول جديدة تتسم بالمرونة والديناميكية.



فبدلًا من النظر إلى الطبيعة كمصدر جمالي فقط، تُعيد النظرية تعريفها كمنظومة معرفية متكاملة، يمكن من خلالها اشتقاق حلول بصرية فعّالة تُعزز من الفهم والتواصل والابتكار في مجالات التصميم المتعددة، سواء كانت تواصلية، تعليمية، بيئية، أو رقمية.



يركّز البحث على تطبيق هذه المبادئ ضمن سياق تعليمي من خلال مقرر "أسس التصميم"، والذي يُعد بمثابة مساحة تجريبية تسمح بتطوير المفاهيم النظرية واختبار قابليتها للتنفيذ العملي من خلال مشروعات طلابية تعتمد على الملاحظة والتحليل البصري للطبيعة، وتحويل عناصرها إلى مخرجات تصميمية مبتكرة. ويسعى البحث إلى تقديم إضافة نوعية للمجال الأكاديمي والمهني، من خلال ترسيخ اتجاه "التفكير البصري العضوي" كمسار تصميمي معاصر يجمع بين الإبداع، والوعي البيئي، والدقة المنهجية في الممارسة التصميمية.