استلهام الزخارف الإسلامية وتوظيفها في المراكز الحرفية النسائية لتطوير السياحة ودعم الهوية الثقافية السعودية وفقا لرؤية 2030

شهد القطاع السياحي في المملكة العربية السعودية في الوقت الحالي تطورًا ملحوظًا يعزز نمو الاقتصاد الوطني وفقًا لرؤية المملكة 2030. ووفقًا لتوقعات منظمة السياحة العالمية، من المتوقع أن يرتفع عدد السائحين القادمين إلى المملكة إلى 1.6 مليار سائح بحلول عام 2030. كما أكدت منظمة اليونسكو على أن الحرف اليدوية تُعتبر مجالًا للابتكار والإبداع، وتساهم في زيادة الاقتصاد والدخل في مختلف دول العالم وتحافظ على الهوية الثقافية للمجتمع (يوسف، 2020).

ونظراً لامتلاك المملكة العربية السعودية مخزوناً هائلاً من التراث الحرفي والصناعات اليدوية المتميزة، أدركت الدولة أهمية هذا القطاع في إطار جهودها لتنويع مصادر الاقتصاد وتخفيف الاعتماد الكامل على النفط. وفي سياق بناء رؤية استراتيجية تهدف إلى إعادة توظيف القدرات والإمكانات في مجالات متعددة، جاءت رؤية المملكة 2030 كأداة أساسية لتحقيق الأهداف الاقتصادية الطموحة. لم يكن قطاع الحرف والصناعات اليدوية بعيداً عن الرؤية ؛ بل كان من المجالات الحيوية التي حظيت باهتمام خاص، يعود ذلك إلى بنيته التحتية الراسخة وارتباطه الوثيق بفرص التنمية الثقافية والسياحية الحالية والمستقبلية. حيث يُعتبر التراث الثقافي الحرفي في المملكة العربية السعودية أحد العناصر الأساسية لحضارة الشعب السعودي، وهو الرابط الأساسي الذي يربط بين الماضي والحاضر والمستقبل، ويشكل جزءًا جوهريًا من الهوية الوطنية. وتُنتج هذه الحرف اليدوية بأيدي النساء والرجال وباستخدام مهارات وأدوات تقليدية، وتتميز بالإتقان والجودة العالية، مما يعزز من قيمة التراث ويجعل الأجيال تتعرف على ماضيها وهويتها الثقافية (التراث ه.، 2024).

لذا اهتمت هيئة التراث بقطاع الحرف والصناعات اليدوية في المملكة ووضعت استراتيجية لتطويره في مجالات عدة وكان من أهم عناوين هذه الاستراتيجية هو انشاء مراكز للإبداع الحرفي في كافة مناطق المملكة. حيث تُعتبر المراكز الحرفية اليدوية التقليدية من أبرز الوجهات السياحية المحلية، لذا من المهم التركيز على تصميمها الداخلي باستخدام زخارف تعكس الهوية التراثية مثل الزخارف الإسلامية والعربية. وتُعد الزخارف الإسلامية من أبرز مميزات الفن الإسلامي، حيث تعكس تاريخًا غنيًا وثقافة متنوعة. تتجلى هذه الزخارف بشكل واضح في المساجد والقصور، حيث تُستخدم في الأبواب والنوافذ والأسقف. ومن المعالم الشهيرة التي تتميز بزخارفها الإسلامية بالمملكة العربية السعودية في المسجد الحرام والمسجد النبوي. ونظرا لاهتمام رؤية المملكة بتمكين دور المرأة والمجتمع بشكل عام، يسعى البحث إلى تصميم مركز حرفي نسائي يحافظ على الحرف التقليدية ويمنع اندثارها. (عبدالعزيز، 2023)