طرز زخرفة التيجان الواردة بالشارات على بعض التحف الزجاجية والخزفية بقصر محمد علي بالمنيل

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلفون

1 کلية الأثار جامعة القاهرة

2 أستاذ الفنون الإسلامية بکلية الآثار جامعة القاهرة

المستخلص

من المعروف أن الفنان المسلم محباً دوماً للثراء الزخرفي والفني فأبدع فى تنوع وأختلاف عناصره الزخرفية ما بين زخارف نباتية وأشکال هندسية ونقوش کتابية أو رسوم کائنات حية ، ويتضح هذا جلياً على مر العصور الإسلامية والموروث الفني خير شاهد على هذا الثراء الزخرفي ، فالفنان المسلم أبدع سواء فى العمارة الإسلامية أو الفنون التطبيقية ، ليس هذا فحسب بل أن الفنان المسلم استخدم زخارف لها دلالات رمزية معينة وبصفة خاصة " زخرفة التاج " وهى موضوع البحث فلم يکن استخدامه کعنصر فني وزخرفي فحسب بل کان واحد من أهم شارات الملک سواء ورد کعنصر زخرفي مستقل ، أو مرکباً ، ومتوجاً لشعار المملکة أو لمونوجرام شخصي لأحدى أفراد الأسرة الحاکمة .

يعد عصر أسرة محمد على حقبة من أهم الحقب التاريخية الإسلامية وهو شاهد على مدي ثراء هذا العصر حيث يعکس المکانة الإجتماعية ، وحياة الترف والثراء التى تمتعت بها هذه الأسرة من خلال موروث لا حصر له سواء فى العمارة الإسلامية أو الفنون التطبيقية بفروعها وخاصة أدوات المائدة والمقتنيات الخاصة لأفراد الأسرة المالکة مع إختلافها من حيث مادة الصنع ، أو الشکل العام ، أو الوظيفة ، أو العنصر الزخرفي ، وتأکيداً لهذا الثراء الفريد والمکانة الإجتماعية الرفيعة شاع إستخدام زخارف کشارات للمُلک أهمها زخرفة التاج الملکي سواء کان منفرداً أو جاء مرکباً ومتوجاً لشعار المملکة أو المونوجرام الشخصى ، ليس هذا فحسب بل تنوعت طرز وأشکال التاج نفسه وهذا يظهر جلياً فى ضوء التحف التطبيقية التى سيتناولها البحث ،وتحديداً التحف الزجاجية والخزفية .

ويهدف هذا البحث إلي دراسة طرز التيجان الواردة بالشارت على بعض التحف الزجاجية والخزفية المحفوظة فى متحف قصر الأمير محمد على بالمنيل ، حيث استخدم التاج کشارة للملک فى الحضارات السابقة علي الحضارة الإسلامية إلا أنه شاع استخدام زخرفة التاج وظهر بشکل جلي فى عصر أسرة محمد على سواء کان على العمائر أو التحف التطبيقية المختلفة من خزف و زجاج و معدن و نسيج وغيره .

الكلمات الرئيسية


)1( شعار المملکة یعتبر من الزخارف التی انتشرت علی فنون وعمائر القرن التاسع عشر المیلادی ابتداءاً من عهد الخدیوی إسماعیل وحتی عهد الملک فاروق ، والشعار کان یتکون من العرش الإمبراطوری یعلوه تاج تتدلی من أسفله ستارتین من القماش الفضفاض محمولة علی قائمین ومشدودة من طرفیها ومربوطة بفیونکتین ، وقد انتشرت زخرفة شعار المملکة علی عدد کبیر  من التحف المعدنیة والزجاجیة والخزفیة المحفوظة بقصر عابدین ، کما وجد یزین جدران السلاملک، والجدار الشرقی لفناء النافورة بهذا القصر حیث یزینه شکل شعارین مؤرخین بسنة 1893م / 1311ه وقد انتقل هذاا الشعار من الفنون الأوروبیة إلی مصر فی القرن التاسع عشر، ولعل مصدر الإیحاء الأول لهذه الزخرفة هو عرش نابلیون الأول فی Tuileries الذی صوره الفنان وفوقه التاج الأمبراطوری ونفذ هذا الشکل علی التحف الأوربیة ، کما انتشرت زخرفة التاج علی النیاشین والأوسمة کأحدی شارات المُلک، حیث یحتفظ متحف قصر عابدین – علی سبیل المثال لا الحصر – بعدد کبیر من النیاشین والأوسمة التی ترجع إلی عصر الخدیوی إسماعیل مزدانة بزخرفة التاج فى إشارة إلی الخدیوی إسماعیل الذی یملک عرش مصر ، کما یحتفظ نفس المتحف بعدد کبیر من القواریر والدوارق والکؤوس والأوانی التی ترجع إلی زمن الخدیوی عباس حلمی الثانی مزدانة بشعار المملکة یعلوه زخرفة التاج ، لمزید من التفاصیل راجع :
نجم، عبد المنصف، شارة المُلک والرمز وشعار المملکة علی الفنون والعمائر فی القرن التاسع عشر وحتی نهایة الأسرة العلویة، کتاب المؤتمر الثانی عشر الإتحاد العام للآثاریین العرب، الجزء الثانی، القاهرة: 2009 م، ص 319، 328؛ راجع أیضاً: حسن، سمیة، النیاشین والأوسمة فى أسرة محمد علی (مجموعة المتحف الإسلامی) 2003، لوحة 4، 5، 7، 8، 16، 17، 19، 20، 22، 23، 26، 29 .
Ngm, abd almnsef, sahart almlk walrmz wsheaar almmlkt ala alfnwon walamaer fi alqrn altasee ashar wehata nehayt alasrt alalwiya ketab almootamar althaniashar alethad alam llathariin alarab, algoz althani, alqahira :2009 ؛ hasn, smyia, alnyashyn walawosma fi osrt mohamd ali (mgmwaa almthaf al eslamy) snt 2003.
)2( المونوجرامات: ظهر هذا الرمز على العدید من الفنون والعمائر التی ترجع إلى القرن التاسع عشر المیلادی، وکان یضعه الأمراء والباشوات والأثریاء على عمائرهم وملابسهم وتحفهم، وکان یتکون من الحرف الأول أو الحرفین الأولین من اسم الشخص فقط دون أن یعلوهم التاج الملکی فإن توجهم التاج الملکی تحول الرمز إلى شارة مُلک، راجع: نجم، مرجع سابق، ص 317.
Ngm، margee sabiq, s 317.
)3( استُخدم التاج کشارة مُلک عند المصریین القدماء، حیث قام الملک "نارمر" بتوحید مملکتى الشمال والجنوب وحمل لقب "ملک مصر العلیا والسفلی" ولبس تاج مصر العلیا والسفلى کرمز لسیطرته علیهما، کما جرت العادة أن یلبس المعبودات المصریة تاجاً یدخل فى تصمیمه بعض صفاتهم، واعتبر المصریون التاج له رمزیات لا تنکر، وهناک نظریة تقول إن التیجان تمثل عین الإله، وذکر القلقشندى أن أول من لبس التاج من الضحال أحد ملوک الفرس وهو النمرود فیما یقاللمزید من التفاصیل راجع:
عثمان، أمینة، شارة الملک وشعار المملکة فى ضوء مجموعات متاحف الإسکندریة وعمائرها الأثریة عصر أسرة محمد على (1220-1372ه- 1805-1952م)، دراسة أثریة فنیة، مخطوط رسالة ماجستیر، جامعة طنطا: کلیة آداب، 2017 م، ص 154
Othman, amnyto: shart almlk wa shear almmlkt fi dwoa mgmwoaat mtahaf al eskndrya weamaerha alathryt asr osro mohamd ala ، drasta athryt fnyia ، rsalt magstyr, gamet tanta:  kolyt adab، 2017 m
راجع أیضا: نجم، مرجع سابق، ص 967-968
    Ngm, margee sabiq, s 967-968
راجع أیضاً: القلقشندی، أبى العباس أحمد، صبح الأعشی، دار الکتب الخدیویة ،1331ه/1913م، الجزء الأول، ص 415.
alqalaqshandi, abi elabas ahmad, sobh elaasha, dar elkotob elkedewiya, 1331He/1913m, g1, s415.
 کما یعد التاج الملکی رمز الملکیة على الدوام، وهو کذلک رمزاً للمملکة والسلطان وشاع استخدامه على الأزیاء وکسوات التشریفة وحاملة الرتب "الکتافة" والأنواط والنیاشین والرصائع وعصوات المارشلیة لمزید من التفاصیل راجع: عبد الرازق، رأفت، الأزیاء الشرفیة والعسکریة وزینتها فى عصر الأسرة العلویة، القاهرة: 2017، ص 298.
- abd alrazq, rafat alazyaa alsharfyia we alaskaryia wzyntha، fy asr alasrt alalwoyia، alqahra: 2017
راجع أیضاً: صدقى، کمال، معجم المصطلحات الأثریة، ط 1، الریاض: 1408ه، ص 171.
sidqi, kamal, moogam almostalahat alathariya, t1, elriyad. 1408he, s171.
 وکان لبس التاج من التقالید الملکیة الإیرانیة منذ الأزمنة القدیمة، فقد نقله العرب فى الجاهلیة عن الإیرانیین الذین یمنحونه أحیاناً للمشغولین بحمایتهم من أمراء العرب کبعض ملوک اللخمیین، وقد أکثر ملوک الدولة الساسانیة من لبس التاج واشتهروا به، وظهر على العدید من التحف المعدنیة الساسانیة وکان علامة لملوکهم لمزید من التفاصیل راجع:
 عبد المعطی، عزة، دراسة أثریة فنیة لأوانى خزفیة للخدیوی محمد توفیق محفوظة بمتحف الوادى الجدید بالخارجة، مجلة العمارة والفنون والعلوم الإنسانیة، العدد الخامس، ینایر 2017 م، ص 217.
abd almoti, Aza, drasa athryia faniyia l awoany khzfy ll khdiwi mohamd tawfiq mahfwoza bemathaf alwoady algdyd balkharg، mglto alemara walfnwon walelwom al ensanyia ، aladd alkhams ، ynayr 2017 m.
)4( نجم، مرجع سابق، ص 326.
-ngm,margee sabiq, s326.
راجع أیضاً: الفرماوی، عصام، کرسی عرش محمد علی باشا دراسة آثریة فنیة، بحث بمجلة الآداب والعلوم الإنسانیة، کلیة الآداب، جامعة المنیا، العدد الثامن والخمسون سنة 2005 م، ص 915؛
 alfrmawi, esam ، korsy arsh mohamd ali basha drasa athryia faniyia ، bahth bmglet aladab walolwom al ensanyto ، klyto aladab ، gam3to almnya ، al3dd althamn walkhamswon snt 2005 m.
Monnales, Hotel lows, Monte Carlo, 1976, PL. 333, 513.
 
)5( نجم، مرجع سابق، ص 326، 327.
ngm, margee sabiq, s326-327
Speltz, (A.): The style of ornament, New York, 1959, P. 577, PL. 365/3)
   الرنوک مفردها رنک وهی کلمة فارسیة الأصل معناها اللون ، لکنها أصبحت تطلق فى الفن الإسلامی علی تلک المناطق الدائریة الشکل أو البیضاویة أو المفصصة التی نراها علی العمائر وعلی التحف المنقولة التى ترجع إلی عصر الأیوبیین والممالیک فى مصر والشام ( الوظیفیة / الکتابیة / المصورة ) ، ولم یبتدع المسلمین الرنوک ولکنهم ورثوها من القدماء ، أما الأوروبیون فقد ورثوا الرنوک من المسلمین الذین اختلطوا بهم  وعاشوا بینهم فى الشرق فى خلال القرنین الثالث عشر والرابع عشر المیلادی ، لمزید من التفاصیل راجع :  عبد العزیز،  محمد الفن الإسلامی تاریخه وخصائصه ، ص 205 ، 206 .
abd elaziz, mohamad, alfan aleslami, tarikhoh wakhasaeso, s205,206.
)6( عبد المنصف نجم، مرجع سابق، ص 305.
-ngm, margee sabiq, s305.
)7) عرف الهلال فى الحضارة المصریة القدیمة حیث وجد بأعلی دلایة توت عنخ امن، ومن المعروف أن الهلال کان یعد رمزاً للسیادة لدی الإغریق والفینیقین، کما استخدمت عدة تمائم فی العصر الرومانی على شکل هلال، کما ظهر الهلال کعنصر زخرفی فى الحضارة الهیلینستیة فی حدود القرن التانی قبل المیلاد، هذا بالإضافة إلى أن الشکل الهلالی کان طرازاً فى الحلی البیزنطی منذ القرن 6 المیلادی، ولقد عرف الهلال لدی العرب فى عهد مبکر یرجع لعدة قرون قبل الإسلام؛ أنظر: عبد المعطى، مرجع سابق، ص 218.
abd almoti, margee sabiq, s218.