جامع کتشاوة بمدينة الجزائر قبل تحويله إلى کاتدرائية (1794م- 1209ه )/( 1830م/ 1832م – 1246/ 1247ه)

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

جامعة الجزائر 02 - معهد الآثار ببني مسومس - الجزائر

المستخلص

تمتلک الجزائر ممتلکات ثقافية عقارية متنوعة بين المدنية والدينية والعسکرية، تحمل هذه الممتلکات أهمية کبيرة کونها الهوية والمرآة التي تعکس تاريخ انتمائها، ومن بين الممتلکات الثقافية التي يتمحور حولها موضوع البحث هي العمارة الدينية التي تعود للفترة العثمانية وعلى وجه الخصوص الجوامع.
تزخر مدينة الجزائر بالعديد من الجوامع(المساجد الجامعة) التي تعود للفترة العثمانية وجامع کتشاوة من بينها الذي يعد من بين الممتلکات الثقافية الذي شهد حقب متنوعة ، إذ أن هذا الأخير قد نشأ في الفترة العثمانية، واستغل في فترة الاستعمار الفرنسي منذ بداية الاحتلال إذ تم تحويله إلى کاتدرائية، فالاستعمار الفرنسي کان هدفه تدنيس للهوية الإسلامية من خلال التنصير وطمس کل ما يخدم الدين الإسلامي ، إذ وجد في تحطيم المساجد مناله واستغلالها لما يخدم أغراضه، فکان جامع کتشاوة بمدينة الجزائر من بين المباني التي شهدت أبشع تحطيم وتهديم وطمس وتغيير.
بعد حصول الجزائر على الاستقلال تم إعادة توظيفه کجامع والصلاة فيه، لکن بالرغم من استعادته إلا ان شکله الحقيقي ظل بحلة کاتدرائية التي أخفت حقيقته المربعة إلى الشکل المستطيل وهذا ما يعبر عن الأضرار التي ألحقها الاستعمار الفرنسي بمختلف المجالات، والمجال المعماري کان له نصيب من الاحتلال والنهب وتحطيم هويته وتاريخه، فکانت العمارة الدينية من بين العمائر التي أخذت نصيبا من الاحتلال، وبهذا يکون جامع کتشاوة بمثابة الصورة التي تعکس تاريخ الجزائر بداية من الفترة العثمانية وما بعدها، إذ ان هذا الأخير يعکس صورة التواجد العثماني بالمدينة، و يعکس صورة الاحتلال الفرنسي من خلال تحويله الى کاتدرائية، کما يعبر عن استقلال الجزائر واستقرار الأوضاع السياسية بمجرد عودة الصلاة فيه کما کان سابقًا في بدايته، کما يعبر عن الآثار السلبية التي ترکها الاستعمار الفرنسي بعد الاحتلال فصورته اليوم ککاتدرائية بالرغم من أنه أصبح جامعا وظيفيا سيظل يعبر على الاحتلال الفرنسي وما خلفته من أضرار في مختلف المجالات.

الكلمات الرئيسية

الموضوعات الرئيسية