الرؤى المشكِّلة للهوية الموريتانية بين الاتجاه السينمائي والأنثروبولوجي (فيلم تمبكتو للمخرج عبد الرحمن سيساكو أنموذجًا).

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

مدرس بقسم الديکور / الفنون التعبيرية/ کلية الفنون الجميلة / جامعة الأقصر / مصر

المستخلص

تشير هذه الورقة البحثية إلى إحدى مساهمات السينما الأفريقية لإثراء المحتوى التراثي للثقافة الأفريقية، والممتدة في عمق الهوية الموريتانية، حيث غلبتْ على الأفلام الموريتانية تيمة البحث عن الهويّة وقضايا الهجرة، وقضايا التحرر، والنضال ضد الاستعمار، واعتبرت هذه الأفلام وثيقة تاريخية تساهم في توثيق الأحداث التاريخية والسياسية والاجتماعية، حيث ظهرت هذه الأفلام التي تنتمي إلى اتجاه سينما المؤلف مع البدايات الأولى للسينما الموريتانيّة، وذلك عبر التجارب الذاتيّة للمخرجين الرواد. ومن خلال هذا البحث سيتم تسليط الضوء على أحد التجارب الموريتانية، وهو فيلم "تمبكتو" 2015، للمخرج الموريتاني عبد الرحمن سيساكو، والذي يرصد فترة هامة من تاريخ موريتانيا الحديث، حيث سيطرة الجماعات المتطرفة على مدينة تمبكتو ذات الأصول العريقة، ويتضمن فيلم "تمبكتو" توثيق الحياة الاجتماعية والسياسية لقبائل الطوارق التي تسكن الصحراء الموريتانية، وتحديدًا في مدينة "تمبكتو" التي تحتفظ بالمفردات الثقافية الأفريقية المتصلة بعلم الأنثروبولوجيا الثقافية* المعنية بدراسة القبائل البدائية في النسق الثقافي والاجتماعي والسياسي، حيث إن المدينة بأجوائها الطقسية ورموزها الثقافية تحمل تراكمات هائلة من المعتقدات والعادات عن قبائل الطوارق الموريتانية، وتمثل أحد صور البقاء الإنساني والحفاظ على القيم التقليدية للقبائل الأفريقية.

إن دراسة السينما الموريتانية والوقوف على العادات المتوارثة عند الطوارق يستدعي إلى الذاكرة الهوية الثقافية للقبائل الأفريقية، والتي اعتنت بتوظيف الأسطورة والتراث الأفريقي في أعمالهم الفنية، والتأكيد على البيئة المحلية عبر التصوير البانورامي لمناظر الطبيعة لمدينة تمبكتو الصحراوية، ورصد تغيّر الحياة اليومية، مع تركيز كاميرا المخرج عبد الرحمن سيساكو على استعراض الحياة البريّة، وجعل أصوات الطبيعة الصامتة إيقاعًا بصريًا يساهم في تطور السرد الدرامي، ويصبح التشكيل الفني قائم على الصورة البصرية، مما يخلق طبقات عميقة متعددة التأويل، تماثل بساطة واقع المجتمع القروي الموريتاني.

الكلمات الرئيسية

الموضوعات الرئيسية