دلالات رموز الهندسة المقدسة عبر العصور القديمة في العمارة والتصميم الداخلي وتحليل مبادئها

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلفون

1 مدرس مساعد بقسم الديكور كلية الفنون الجميلة جلمعة النهضة بني سويف

2 أستاذ نظريات التصميم الداخلي - بقسم التصميم الداخلي والأثاث- كلية الفنون التطبيقية-جامعة حلوان.

3 أستاذ التصميم البيئي بقسم التصميم الداخلي الاثاث كلية الفنون التطبيقة - جامعة حلوان

المستخلص

العمارة المقدسة هي نوعية من العمارة مرتبطة في مقاييسها بالمقاييس الكونية نسبًا أو قياسًا، والأبعاد والنسب والتشكيل الخاص هي أهم ما يميز العمارة المقدسة، وهي لغة رمزية مشتركة بين الحضارات المختلفة.

وكان من الطبيعي أن تقوم هذه الحضارات على اختلافها بدمج الأرقام والأشكال الهندسية والنسب التي وصلت إليها في رحلة البحث عن التقويم في الدورات الفلكية في عمارتهم المقدسة، وهذه النسبة الذهبية في الأشكال والأطوال والتقسيمات تكسبها جمالا في نظر الناس وفي نظر الفنانين؛ فهي الأجمل في تنظيم وترتيب أجزاء العمل الفني، الذي بات يخضع دائما لنسب رياضية، والنسبة الذهبية موجودة في الطبيعة تحكم نمط النمو والتشكيل، واستخدمت في نسب المعابد المصرية واليونانية.

ونجد في أماكن العبادة القديمة الطاقة المنظمة، والتي شيدت أصلا على أماكن انبعاث هذا النوع من الطاقة من الأرض؛ فالحضارات القديمة كانت على دراية بوجود هذه الطاقات، وكانت لديها أساليب قياسها وتتبع مساراتها؛ وبالتالي الاستفادة منها، ومن خاصية الاتزان التي تتواجد أينما وجدت.

وقد كانت العمارة المصرية القديمة على معرفة بعلوم الطاقة؛ حيث يوضع المبنى فوق نقط الطاقة القوية الطبيعية الموجودة بالأرض، ومن خلال الدراسات التي أجريت وجد أن اختيار أماكن المعابد لم يكن عشوائيا ولكن تم بحكمة؛ فمعبد الأقصر ومعبد دندرة يحققان مفهوم الطاقة، وأشهر نموذج على ذلك هو مبنى الهرم الأكبر؛ من حيث توسُّط موقعه لليابسة وتوجيهاته الفلكية للأجرام السماوية، وكذلك علاقة ارتفاعه بأبعاد الكرة الأرضية وعلاقتها بالشمس.

وكانت العمارة القبطية أيضا على علم بعلوم الطاقة؛ فكنيسة شارتر (Charter) مقامة على مكان به طاقة منظمة، وفي كاتدرائية كولونيا يظهر في واجهات المبنى الاستعمال الكثيف لإحدى زوايا الهرم.

كما كانت العمارة الإسلامية على علم بعلوم الطاقة المقدسة؛ فيعتبر موقع الكعبة المشرفة بمكة المكرمة موقعا فريدا من نوعه؛ حيث أثبتت الدراسات العلمية الحديثة توسُّط مكة المكرمة لليابسة، والشكل الهندسي لمسقط الكعبة المشرفة هو الشكل المنحرف أو المختلف الأضلاع، وهو من الأشكال الهندسية نادرة الاستعمال في المباني، وهذا يدل على أهمية هذا الشكل في توزيع الطاقة الكونية، كما أن مسجد السلطان حسن يقع فوق إحدى نقاط الطاقة، ويظهر من تشكيل المسجد وجود انحراف في المحور الأساسي للمبنى، وهذا الانحراف أوجد دورانا للشكل، وهو ما نتج عنه طاقة منظمة عامة للمسجد، وهو أحد أسس التشكيل بالطاقة.

الكلمات الرئيسية

الموضوعات الرئيسية