تكامل مواد البناء المحلية للحفاظ على الهوية المعمارية في واحة سيوة

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلفون

1 معاهد أبو قير العليا

2 كلية الهندسة والتكنولوجيا في الأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا والنقل البحري

المستخلص

يتناول هذا البحث التشويه المعماري المتزايد في واحة سيوة في مصر، والذي يُعزى بشكل أساسي إلى بناء نُزل سياحية تستخدم مواد وعناصر تصميم لا تتماشى مع اللغة المعمارية الأصيلة للواحة. هذه التطورات، التي غالبًا ما تحركها اعتبارات السياحة التجارية، تهدد بتشويه هوية سيوة الثقافية وتهميش تقاليدها المعمارية المرتبطة بالبيئة. استجابة لذلك، يؤكد البحث على الحاجة الملحة لإحياء التراث المعماري الفريد للواحة من خلال ممارسات تصميم مدروسة تتناغم مع السياق التاريخي والبيئي للمنطقة.



يركّز البحث على توثيق وتحليل مواد البناء المحلية التقليدية، وعلى رأسها "الكرشيف"، وهو خليط تاريخي من الطين والملح شكّل لقرون النسيج المعماري لسيوة. كما يستكشف البحث إمكانيات تطوير بدائل بناء حديثة ومستدامة مستلهمة من المعرفة التقليدية. ويجري تقييم تقنيات مثل التربة المدكوكة، والمباني القائمة على الملح، والطين المعزز بالبوليمرات من حيث قدرتها على الجمع بين الأداء الحديث والطابع المحلي.



ولتحقيق فهم شامل، يتبع البحث منهجية تجمع بين التوثيق التاريخي، والاختبارات الميدانية التقنية، والتشاور مع البنّائين المحليين والمعماريين وأفراد المجتمع. ويحدّد ثلاث مراحل معمارية مميزة في سيوة—تقليدية، انتقالية، ومعاصرة—ويقيّم كيفية استجابتها للمتطلبات البيئية والاجتماعية والوظيفية.



واستنادًا إلى هذه الرؤى، يقترح البحث إطارًا للعمارة المستدامة لا يكتفي بتمجيد الماضي ولا يفرض الحداثة النمطية، بل يشجّع على حلول هجينة تحترم الثقافة المادية المحلية مع تعزيز المتانة والراحة والكفاءة البيئية. وتُبرز تقنية التربة المدكوكة كحل واعد يحافظ على الاستمرارية الجمالية ويوفر في الوقت نفسه فوائد بيئية وإنشائية.



وفي الختام، يدعو البحث إلى وضع معايير واضحة لتصميم وبناء النُزل البيئية، بما يضمن أن تسهم التدخلات الحديثة إيجابيًا في هوية سيوة. ومن خلال هذا التوازن بين الأصالة والابتكار، تُطرح سيوة كنموذج رائد للسياحة المستدامة والتنمية المسؤولة في البيئات الثقافية الحساسة.

الكلمات الرئيسية

الموضوعات الرئيسية

ملفات

شارك

إرسال الاستشهاد إلى

الإحصائيات